السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزوج ودوره الأبويّ،
هل فكرتِ يومًا في أن تُجبري زوجك على ممارسة أبوَّته، وأداء واجبه تجاه أولاده؟! هل عانيتِ من إهماله لهم؟ هل جرَّبتِ أيضًا أن تُشركيه معكِ في تحمُّل المسئولية وتجعليه أول من يعلم؟
الأستاذة حنان زين- مديرة مركز السعادة للاستشارات الزوجية- تساعدك لكي تجعلي من زوجك ربًّا لأسرته وأبًا مثاليًّا.
وإليك بعض الأساليب البسيطة التي يمكنك بها أن تحبِّبي زوجك في القيام بدوره الأبويّ، وتشجيعه على الاستمرار فيه، ومنها:
- الزوج أول من يعلم.. التزمي بهذه المقولة ليكن على علمٍ بكل ما يخصُّ الطفل، وما يجري في المنزل.
حنان زين
- كوني صبورةً مع زوجك، فمسئولية الأبناء ليست بالأمر الهيِّن، فلا تسخَري منه إذا أخطأَ، بل اجعلي الأمرَ يبدو كمزحة.
- اسألي نفسك وأجيبي بصراحة: هل تشعرين أن الطفل ابنكما معًا؟ أم أنكِ أكثر امتلاكًا له؟
- ربما يمارس الأب دورَه بشكل مختلف حسبما يراه هو، فتقبَّلي طريقته الخاصة دون تذمُّر، ولا تنتقديه، ولا تُظهري اهتمامَك الشديد بالأبناء، فاهتمامُك الشديد لا يعطي فرصةً للزوج للتدخل.
- احرصي على تنمية حبِّكِ لزوجك، وأعطِيه الفرصة للشعور بذلك، فلهذَين الأمرَين الأثر الكبير في تنمية دوره الأبويّ.
- احرصي أيضًا على تنمية علاقة الأبناء بوالدهم، وكذلك عن طريق:
1- استخدام الكلمات والتعبيرات التي تربِّي فيهم الاعتزازَ والحبَّ له، وتُشعره هو بذلك، مثل تقبيل يديه عند قدومه، وعند ذهابهم للنوم، كاستخدام كلمات مثل: حضرتك، يا والدي الحبيب، وغيرهما.
2- ممارسة بعض الألعاب مع زوجك وأولادك واللهو معًا.. يضفي جوًّا من الألفة والمتعة المتبادلة.
3- الخروج من المنزل لفترة بسيطة، وترك الطفل مع الأب وحده يُكسب الأب الثقة في قدرته على تحمُّل مسئولية تربية ولده.
- حاولي إشعاره دائمًا بأن ابنك هو ابنكما معًا، وذلك بإشراكه معكِ في بعض المسئوليات المتعلقة به، مثل اختيار المدرسة المناسبة، أو دفْع المصروفات الدراسية، أو المشاركة في بعض المواد الدراسية، أو الذهاب للطبيب، وإن لم تستطيعي لظروفه أو لرفضه الذهاب، فعلى الأقل تُخبريه بكل ما حدث، وتسأليه عن رأيه.
- عند شعورك بالإرهاق والتعب من كثرة أعبائك كأمّ، فلا تعبِّري عن ذلك بأسلوب انفعالي عصبي؛ حتى لا تستثيري عناد زوجك، ولكن اطلبي منه العون بكلمات رقيقة، تُشعره باحتياجك إليه.
- الحديث بين الأب والأم عن تربية الطفل، ورسم خريطة تربوية يشارك فيها الطرفان يكوِّن محيطًا عائليًّا سعيدًا وآمنًا للطفل، فاحرصي على هذا الأسلوب مع زوجك (أكثري من ذكر المواقف أو الأشياء الجميلة عن الأولاد وما فعلوه وما قالوه و...).
- عند دخوله المنزل لا تبادريه بمشاكل الطفل أولاً: حتى يكون على استعداد لمشاركتك الحديث والمناقشة، وثانيًا: حتى لا تثيري عداوته لطفله، ولكن أمهِليه حتى يستطيع مناقشة المشكلة، والبحث معك عن حلٍّ تربويٍّ لها، ولا تبادري بذكركِ للحلِّ حتى يشعر بقيمة رأيه.
- حذارِ أن يُنسِيَك اهتمامُك بطفلك اهتمامَك بوالده؛ حتى لا تتحوَّل علاقتهما إلى نوع من الغيرة.
- أظهري لزوجك دائمًا تقديرَك لدوره العظيم، وامتنانَك وشكرَك له على كل ما يبذله لك ولأسرتك، وأعلني ذلك، وكرِّريه على أولادك ليفعلوا هم أيضًا ذلك.
- اتركي لزوجك فرصةً ليقضي وقتًا خارج المنزل خاصًّا به مع أصدقائه أو في ممارسة بعض هواياته؛ حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره بكفاءة.
وفي وسط ذلك كله.. لا تنسَي أن تعيشي مع زوجك بعض الوقت بعيدًا عن شخصية الأب والأم، بل بشخصية الزوج والزوجة والحبيب والحبيبة، فهذه الأوقات تُعين بالتأكيد على القيام بدوركما على أكمل وجه.